اللاجئون الأفغان الذين رحّلتهم إيران وقتلتهم طالبان
كشفت معلومات حصلت عليها قناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن لاجئين أفغاناً رُحّلوا من إيران تعرّضوا بعد عودتهم إلى البلاد لاعتقالات تعسفية وعمليات قتل مُستهدفة، ويُظهر توثيق عدد من هذه القضايا وجود نمط متكرر من القتل والاحتجاز، فيما يتهم أقارب الضحايا حركة طالبان بالمسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم.
في 10 نوفمبر الجاري، صرّح وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، خلال جلسة في البرلمان، بأن "نحو مليون ونصف المليون من الرعايا الأجانب غادروا إيران هذا العام". مضيفاً أن "حوالي 70٪ من حالات العودة كانت طوعية وبمبادرة من أصحابها"، مشيراً إلى أن "أكثر من مليون و400 ألف شخص تم تسليمهم بشكل رسمي عند المعابر الحدودية، بحضور ممثلي الأمم المتحدة، وعادوا إلى بلدانهم". وأوضح أن "عدد الموقوفين والمسجّلين يفوق هذا الرقم، لكن هذه الأعداد هي التي تم توثيقها رسمياً".
وفي 7 نوفمبر 2025، وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عمليات الترحيل القسري للاجئين الأفغان من إيران وباكستان بأنها "مثيرة للقلق"، مؤكداً أن هذه الإجراءات "حرمت كثيرين من الحماية اللازمة وأعادتهم إلى بيئة غير آمنة".
مقتل شرطي سابق وثق في وعود العفو
في مساء يوم السبت 26 أكتوبر، قُتل "كمين جان"، الموظف السابق في وزارة الداخلية الأفغانية، في قرية "تشمه غرمك" التابعة لمحافظة فرخار في ولاية تخار، شمال شرقي البلاد.
قالت مصادر من ولاية تخار إن مسلحين أطلقوا النار على كمين جان من سيارة نقل صغيرة، ثم لاذوا بالفرار من موقع الحادث.
كمين جان قُتل مساء يوم السبت 26 أكتوبر 2025 في ولاية تخار
كان كمين جان قد رُحِّل من إيران قبل نحو عام من الحادث. وقال مصدر مقرّب منه لـ"أفغانستان إنترناشيونال": "في اليوم الذي عاد فيه من إيران، اتصلت به وطلبت منه أن يبقى هناك، لكنه أجاب بأن الوضع في إيران أصبح لا يُطاق، وأن بعض مسؤولي طالبان المحليين في تخار وعدوه بأنه مشمول بالعفو، ولن يتعرض للاعتقال".
وبحسب المصدر المقرّب من هذا الشرطي السابق في الحكومة الأفغانية، فقد عاد كمين جان إلى ولاية تخار بعدما وثق في وعود العفو العام التي أعلنتها حركة طالبان، "لكن طالبان لم تَفِ بتلك الوعود".
في أغسطس 2021، وبعد سيطرتها على الحكم، أعلنت حركة طالبان ما سمّته "عفواً عاماً"، وقالت إن جميع موظفي الحكومة السابقة، من مدنيين وعسكريين، مشمولون به، وإنه لن تتم ملاحقة أو معاقبة أي شخص بسبب عمله السابق مع الحكومة الأفغانية أو مع القوات الأجنبية.
لكن تقارير منظمات دولية، من بينها تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، أكدت وجود أدلة واسعة تُشير إلى أن حركة طالبان لم تلتزم بإعلان العفو العام، وسُجّلت العديد من حالات القتل خارج القانون، والاختفاء القسري، وتعذيب موظفين سابقين في الحكومة السابقة.
منذ عودته من إيران إلى ولاية تخار، كان كمين جان يعمل في الزراعة.
في السابق، عمل كمين جان حارساً شخصياً للجنرال داوود داوود، القائد العام للشرطة في شمال أفغانستان.
مقتل كمين جان لا يُعدّ حالة استثنائية، فقبل أسبوعين من اغتياله، عُثر على جثة جندي في الحكومة السابقة -كان هو الآخر تم ترحيله من إيران- في ولاية فراه، غرب البلاد.
غل أحمد "أخذوه حياً.. وأعادوه جثة"
في يوم الجمعة 3 أكتوبر، عُثر على جثة غل أحمد، الجندي السابق في الشرطة الأفغانية السابقة، في مدينة فراه، عاصمة ولاية فراه جنوب غربي أفغانستان.
قالت عائلة غل أحمد إن أفراداً اقتادوه من منزله بينما كانوا يحملون بطاقات تابعة لاستخبارات حركة طالبان، وإنه ظل مفقوداً لمدة ثلاثة أشهر وعشرين يوماً.
وبحسب شهادة أفراد من أسرته، فإن ثلاثة مسلحين يحملون بطاقات تعريف تابعة لاستخبارات طالبان، اقتادوا غل أحمد من قرية "ننك آب" في مدينة فراه، ومنذ ذلك اليوم وحتى الثالث من أكتوبر، لم يُعرف عنه أي خبر.
خدم غل أحمد سابقاً ضمن صفوف الشرطة الأفغانية في ولاية فراه.
وبعد بحث طويل، تمكن شقيقه أمير أرسلان من العثور على جثته.
عثر على جثة غل أحمد في 3 أكتوبر في ولاية فراه
قال أمير أرسلان لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إن شقيقه، خلال فترة الحكومة السابقة، "استسلم" لطالبان، وسلّم سلاحه، وحصل على وثيقة عفو رسمي.
كان غل أحمد قد سافر إلى إيران للعمل عدة مرات، لكن في رمضان الماضي، الموافق لشهر مارس 2025، عاد إلى أفغانستان بعد تصاعد الضغوط التي فرضتها السلطات الإيرانية على المهاجرين.
قال أمير أرسلان إنه يطالب بالتحقيق مع جهاز استخبارات طالبان في ولاية فراه بشأن مقتل شقيقه، لأن عناصر هذا الجهاز هم من اقتادوه حياً، وهم أنفسهم من أعادوا جثته إلى العائلة.
ترك غل أحمد خلفه خمسة أطفال، ثلاثة أبناء وبنتان. وتطالب أسرته سلطات طالبان بمتابعة شكواها رسمياً ضد جهاز استخبارات الحركة في فراه، إلا أن الحركة لم تصدر حتى الآن أي رد على هذا الطلب.
رصاصة في رأس عبد الولي نعيمي وأخرى في عنقه
قبل نحو شهر من العثور على جثة غل أحمد في فراه، وقعت حادثة مشابهة في كابل.
في 1 سبتمبر 2025، وبعد أسبوعين من اختفائه، عُثر على جثة عبد الولي نعيمي، الضابط السابق في القوات الخاصة الأفغانية، داخل دائرة الطب العدلي في كابل.
عثر على جثة عبد الولي نعيمي في 1 سبتمبر في كابل
ينحدر عبد الولي نعيمي من ولاية بنجشير، وكان قد عاد من إيران إلى كابل بتاريخ 15 أغسطس 2025، ثم اختفى بعد يومين فقط، في 17 أغسطس.
قالت المصادر إن آثار رصاصتين كانت ظاهرة في أعلى الرأس والعنق، وإن ذراعه اليسرى كانت مكسورة، كما كانت هناك علامات تعذيب واضحة على جسده.
أظهرت الصور التي حصلت عليها "أفغانستان إنترناشيونال" جروحاً في جبينه وأنفه، بينما بدت الكدمات في يديه دليلاً على أنه تعرّض للتعذيب وكانت يداه مقيدتين خلف ظهره.
كان عبد الولي نعيمي متزوجاً وترك أربعة أطفال.
وقبل أقل من شهر من مقتل عبد الولي نعيمي، عُثر على جثة موظف آخر في الحكومة السابقة بولاية بروان، شمال العاصمة كابل.
ثلاث محاولات فاشلة للجوء إلى إيران
في الخامس من أغسطس الماضي، عُثر على جثة فهيم جبلي قاضي زاده، الضابط السابق في القوات الخاصة بولاية بروان، داخل مستشفى الولاية، وذلك بعد يومين فقط من اختفائه.
قال مصدر مقرّب من فهيم جبلي لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إن الضابط السابق، وبسبب خوفه من انتقام طالبان، حاول ثلاث مرات التوجه إلى إيران بطرق غير قانونية، لا سيما عندما اشتدت حملة الاعتقالات والتفتيش في بروان، لكنه اضطر للعودة في كل مرة بسبب الضغوط التي واجهها هناك.
عُثر على جثة فهيم جبلي قاضي زاده يوم 5 أغسطس 2025 في ولاية بروان
وفي شهر أغسطس، توجه فهيم جبلي إلى منزل أحد أقاربه في منطقة ريغ روان بولاية كابيسا، لكنه اعتُقل في طريق عودته، ثم عُثر على جثته لاحقاً في مستشفى بولاية بروان.
ينحدر فهيم جبلي قاضي زاده من قرية "تشار برج" التابعة لمحافظة جبل السراج، وترك خلفه طفلين.
وقبل هذه الحادثة بسبعة عشر يوماً، قُتل قائد عسكري سابق من حزب جنبش في ولاية سربل شمال البلاد.
مقتل عزة الله بعد يوم واحد فقط من ترحيله من إيران
في 18 يوليو، وبعد يوم واحد فقط من عودة عزة الله إلى ولاية سربل شمال أفغانستان، قُتل هذا القائد العسكري السابق في حزب الحركة الوطنية الأفغانية.
المتحدث باسم الحزب، إحسان نيرو، قال لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إن عزة الله، القائد السابق في الحزب، قُتل في سربل، مشيراً إلى أنه لجأ إلى إيران بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، لكنه اضطر للعودة بعد انتهاء صلاحية تأشيرته.
قالت مصادر مطلعة من داخل حزب الحركة الوطنية الأفغانية إن القائد عزة الله، المعروف بلقب "القائد زيل"، كان من ضمن فريق الحماية التابع لزعيم الحزب الأوزبكي عبد الرشيد دوستم.
وأوضح إحسان نيرو، في تصريح لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، أن طرد القادة العسكريين للحزب من قِبل الحكومة الإيرانية، رغم إدراكها الكامل للوضع الأمني في أفغانستان، يثير تساؤلات جدية.
عزة الله قُتل يوم 18 يوليو في ولاية سربل
وأضاف أن حزب الحركة الوطنية الأفغانية لا يحتفظ بعلاقات طيبة مع إيران فحسب، بل مع جميع دول الجوار، مشدداً على أن إيران، وهي على دراية بالظروف داخل أفغانستان، ما كان ينبغي لها أن تعيد القادة العسكريين إلى مصيرهم المحتوم.
إلى جانب عمليات القتل التي طالت المرحّلين من إيران، وثّقت "أفغانستان إنترناشيونال" حالات متعدّدة من الاعتقال التي تعرّض لها لاجئون عادوا إلى أفغانستان.
الاعتقالات
پروېز سیدخېلي او فرید سیدخېلي
د وږي په ۱۵مه سرچینو افغانستان انټرنشنل ته وویل، طالبانو د دویم ځل لپاره پخواني نظامیان فرید سیدخېلي او پروېز سیدخېلي په کابل کې ونیول.
فرید سیدخېلي په بغلان کې د ملي اردو د یوې لوا او پروېز سیدخېلي بیا د یوه کنډک قومندانان و. طالبانو تر دې مخکې دغه دوه نظامیان په ۱۴۰۱ کال کې هم په کابل کې نیولي و.
سرچینو د شنبې په ورځ (د وږي ۱۵مه) افغانستان انټرنشنل ته وویل، د طالبانو استخباراتو د فرید سیدخېلي او پروېزسیدخېلي له نیولو وروسته یوه نامعلوم ځای ته ولېږدول.
فرید سیدخېلي او پروېز سیدخېلي د وږي میاشتې په نیمايي کې کابل کې ونیول شول
فرید سیدخېلي د جمعې په ورځ د کابل ښار د یوولسمې امنیتي حوزې په شاوخوا کې له خپل کوره څخه ونیول شو. د پنجشنبې په ماښام پروېز سیدخېلي هم د کابل ښار د څلورمې امنیتي حوزې اړوند له یوه روغتون څخه ونیول شو.
د سرچینو په وینا، پروېز سیدخېلي شاوخوا یوه اوونۍ مخکې له ایران څخه اېستل شوی و.
د ۱۴۰۱ کال په سلواغې میاشت کې هم د طالبانو له لوري د دغو دوو پخوانیو نظامیانو د نیولو او د نیونې پر مهال د طالبانو په ډزو کې پروېز سیدخېلي ټپي شوی و.
فرید سیدخېلي د طالبانو پر عمومي عفوې په باور سره په افغانستان کې پاتې شو، خو پروېز سیدخېلي بیا شاوخوا ۶ میاشتې مخکې ایران ته تللی و او په هغه وخت کې له ایران څخه اېستل شوی او بېرته هېواد ته راستون شوی و.
خمس سنوات سجن لمحمد عارف مصلح
في الرابع من شهر يناير، اعتقلت حركة طالبان محمد عارف مصلح، المدير السابق لجهاز الأمن الوطني في محافظة رخه، وذلك في العاصمة كابل.
تم توقيف مصلح من منطقته السكنية في حي "بروان 3" بمدينة كابل، وأصدرت محكمة تابعة لطالبان حكماً بحبسه لمدة خمس سنوات.
كان مصلح يشغل في فترة الحكومة السابقة منصب مدير أمن محافظة رخه في ولاية بنجشير.
محمد عارف مصلح اعتُقل في 4 يناير في كابل
بعد دخول طالبان إلى كابل في أغسطس 2021، غادر مصلح إلى إيران، ثم عاد إلى أفغانستان في العام الماضي. وبحسب مصدر مطّلع، فإن عودته كانت بالتنسيق مع طالبان، وقد حصل منهم على "بطاقة أمان".
ومع ذلك، تعرض للاعتقال عدة مرات بعد عودته. وأُفرج عنه في البداية بكفالة وجهاء محليين، لكنه اعتُقل مجدداً، ثم أصدرت محكمة تابعة لطالبان حكماً بحبسه خمس سنوات.
الناشطون المدنيون ليسوا في مأمن
مقتل حمزة ألفت قبل أن يصل إلى منزله
يُعد موظفو الحكومة السابقة من أبرز الفئات المعرّضة للخطر بعد أغسطس 2021، لكن الناشطين المدنيين، والصحافيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان أيضاً لم يكونوا في مأمن، حيث تعرض عدد منهم للاعتقال، وفي بعض الحالات، للقتل خارج نطاق القانون.
واحدة من أبرز هذه الحالات كانت مقتل الناشط المدني حمزة ألفت، الذي قُتل في 19 يناير في مسقط رأسه بولاية دايكندي.
كانت استخبارات حركة طالبان اعتقلت حمزة الفت في وقت سابق، بتاريخ 7 فبراير 2023، من غرب كابل. وبعد أن قضى عاماً ونصف العام في السجن، أُفرج عنه في 26 يوليو 2024، ثم سافر مباشرة إلى إيران.
قُتل حمزة الفت يوم 19 يناير في مسقط رأسه بولاية دايكندي
لكنه عاد بعد شهرين من إيران، وفي 15 يناير 2025، أبلغ أسرته بأنه غادر من ولاية باميان متوجهاً إلى منطقة نِكي، مركز ولاية دايكندي.
تفيد التقارير أنه في مدينة نيلي، وأثناء تواجده في أحد الفنادق بسوق خدير، صادف حمزة ألفت اثنين من عناصر استخبارات طالبان، وأثناء محاولته الهرب، أُصيب بطلقات نارية أطلقها عناصر الحركة.
وقال صحافي مقرّب من حمزة ألفت إن الأخير تواصل معه قبل ساعات قليلة من إعلان خبر وفاته، وأبلغه بأنه أصيب برصاص طالبان أثناء محاولته الفرار.
وبحسب المصدر ذاته، فإن حمزة ألفت عاد من إيران إلى ولاية دايكندي لزيارة والدته، وكان يخطط لاحقاً للذهاب إلى باكستان، ومنها الهجرة إلى إحدى الدول الغربية.
وشارك الصحافي المقرب من حمزة ألفت رسالة منسوبة إليه مع "أفغانستان إنترناشيونال"، جاء فيها:
"في 16 يناير، هاجمتني طالبان لاعتقالي. فررت منهم، لكنهم أطلقوا النار عليّ وأنا الآن مصاب". وأضاف: "أنا مختبئ في جبل، وضعي حرج، ولا أملك سوى طعام يكفيني ليومين فقط. أحتاج إلى المساعدة فوراً إن أمكن".
المصدر المقرّب من حمزة ألفت قال إنه أجرى مكالمة هاتفية معه، وأبلغه بأن رصاصة أطلقها عناصر طالبان أصابته في أسفل الساق، وأنه حاول إيقاف النزيف باستخدام الثلج والضمادات.
وفي نهاية المطاف، توفي حمزة ألفت ليلة 19 يناير، في مسقط رأسه، متأثراً بجراحه الناتجة عن إطلاق النار الذي تعرّض له من قبل طالبان.
سنتان سجن لصحافي
كان حميد فرهادي، الصحافي في صحيفة "اطلاعات روز"، أبلغ منظمة "مراسلون بلا حدود" بأنه يواجه تهديدات، ويحتاج إلى المساعدة للانتقال إلى بلد آمن. وبعد ترحيله من إيران، اعتُقل في كابل بتاريخ 3 سبتمبر 2024، ثم حكمت عليه محكمة تابعة لطالبان بالسجن لمدة عامين.
ويقضي حميد فرهادي حالياً فترة محكوميته في سجن باغرام.
الصحافي حميد فرهادي اعتُقل في 3 سبتمبر في العاصمة كابل
ووفقاً لما ورد في بيان صادر عن منظمة العفو الدولية، فقد أُدين فرهادي بسبب إعداده تقريراً صحفياً لصحيفة "اطلاعات روز" حول حظر تعليم الفتيات، وحُكم عليه بالسجن.
ذكرت المنظمة أن حميد فرهادي تعرّض خلال التحقيق لمعاملة سيئة من قبل عناصر طالبان، بما في ذلك احتجازه في زنزانة انفرادية، ما تسبب في تدهور حاد في حالته النفسية.
وكان حميد فرهادي لجأ إلى إيران بعد سقوط الحكومة في أغسطس 2021، لكنه اضطر إلى العودة إلى كابل في أواخر عام 2022 بسبب الضغوط المتزايدة، وهناك أُلقي القبض عليه وسُجن من قبل طالبان.
ترحيل النساء الأفغانيات إلى بلد يُجرّدن فيه من إنسانيتهن
قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في 6 نوفمبر الجاري، خلال جلسة اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إيران وباكستان تقومان بترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلد تُرتكب فيه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التمييز الواسع ضد النساء.
لم يتضح حتى الآن ما هي نسبة النساء من بين نحو مليون ونصف مليون أفغاني غادروا إيران هذا العام، لكن منذ مايو 2025، كثّفت السلطات الإيرانية بشكل كبير من عمليات ترحيل العائلات، بما في ذلك النساء والأطفال، في حين كانت سابقاً تركز على ترحيل الشباب غير المتزوجين.
وبحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، فقد رحّلت إيران خلال ستة أشهر (بين يناير ومايو 2025) أكثر من 450 ألف مهاجر أفغاني. من بينهم 30 ألفاً و266 عائلة.
وأشار التقرير إلى أن التوزيع العمري والجنسي للأشخاص الذين عادوا مع عائلاتهم كان على النحو التالي: 28٪ من النساء، 46٪ من الأطفال، و26٪ من الرجال.
ولا تزال الفتيات الأفغانيات محرومات من التعليم في المدارس والجامعات، حيث فُرضت قيود شديدة على حقهن في التعلم. كما تُمنع النساء من دخول الأماكن العامة، والمتاجر، وحتى المستشفيات، ما لم يكن معهن رجل من المحارم. ولا يُسمح لهن بالالتحاق بالوظائف العامة، وقد تم استبعادهن فعلياً من سوق العمل.
وفي أحدث إجراء، منعت سلطات طالبان في ولاية هرات، غرب أفغانستان، دخول الطبيبات والممرضات والمريضات إلى المستشفيات بحجة عدم ارتدائهن البرقع، ما أدى إلى تفاقم معاناة النساء في الحصول على الرعاية الصحية.