رواية الضحايا عن سوط طالبان

نازية هاشميار
أفغانستان إنترناشيونال

رواية الضحايا عن سوط طالبان

في يوم جمعة شديدة الحرارة في محكمة مدينة جلال آباد، وخلف ستارة سوداء، كان ثلاثة أشخاص ينتظرون مصيرهم، امرأة ورجلان شابان تم اعتقالهم بتهمة إقامة علاقات خارج إطار الزواج.

كان على القاضي في طالبان أن يعلن حكمه، لم يملك أي من المتهمين محامٍ للدفاع عنه، ولم تكن الجلسة علنية، وكان حكم القاضي مكتوباً مسبقاً.

اتُّهِمَت "زر‌مينة"، البالغة من العمر 28 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، بإقامة علاقة خارج الزواج مع رجلين آخرين.

الدليل الأساسي لإثبات الادعاء هو أنها بحجة أخذ طفلها المريض إلى الطبيب في غياب زوجها، ذهبت مع هذين الرجلين، اللذين كانا من أصدقاء زوجها، إلى العيادة، واتهمت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان في جلال أباد "زر‌مينة" و"ضمير" و"رسول خان" بـ"الزنا".

قرأ القاضي الحكم الذي كان مكتوباً مسبقاً: صدر بحق "زر‌مينة" حكم بـ71 جلدة و9 أشهر سجن. لكن "زر‌مينة" لم تقبل بالحكم. لأنه لا يعني مجرد بضع جلدات وسجن لعدة أشهر، بل يعني دمار حياة "زر‌مينة"، فهي ستفقد كل شيء بعد هذا الحكم.

قالت لـ"أفغانستان إنترناشونال" إنها صرخت في المحكمة معلنةً طهارتها وبراءتها، وناشدت محتسبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يتقوا الله، لكن لم يُصغِ لها أحد.

"زر‌مينة" ليست أول امرأة تُجلد في فترة حكم طالبان الجديدة، ففي عام 2024، أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن 581 شخصًا جُلدوا بتهم مختلفة. وفي كل عام، يقوم عناصر طالبان باعتقال أفراد ومعاقبتهم جسدياً بتهم لم تثبت عليهم. فمنذ عودة طالبان إلى الحكم، جُلد مئات الأشخاص علناً بتهم تتعلق بعلاقات خارج الزواج أو تسهيلها، والقوادة والسرقة، المخالفات الأخلاقية، والهروب من المنزل، وتعاطي أو بيع المخدرات. ولكن تظل هناك العديد من الأسئلة حول كيفية وأسباب وأُسس هذه الاعتقالات والمحاكمات. مثلما هو الحال في قصة "زر‌مينة" و"ضمير" و"رسول خان".

اقتحم عناصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حياة "زر‌مينة" في ليلة كانت فيها ابنتها الصغيرة تعاني من حمى شديدة، بينما كان زوجها غائباً عن المنزل. أخذت ابنتها إلى المستشفى المحلي بمساعدة اثنين من أصدقاء زوجها.

كان زوجها "طاهر" الجندي السابق، ذهب إلى ولاية أخرى بعد سقوط الجمهورية للبحث عن لقمة عيش. بينما "رسول خان" و"ضمير خان"، هما صديقان مقربان لـ"طاهر"، كانا الشخصين الوحيدين اللذين سارعا لمساعدة "زر‌مينة" في غيابه. لكن في ذهنية عناصر طالبان، اعتُبرت هذه المساعدة دليلاً على "علاقة خارج إطار الزواج".

يقول رسول خان: "في أحد الأيام، اتصل بي طاهر وقال: 'أنا بعيد عن المنزل، ابنتي مريضة، إذا أمكن، ساعدني وخذها إلى الطبيب".

لم يكن لدى "رسول" سيارة، فاتصل بصديقه "ضمير"، الذي يملك سيارة، وذهبا معاً إلى بيت "طاهر"، واصطحبا زوجته وطفلها المريض وابنها الآخر إلى مستشفى "روشان" في جلال آباد.

يقول رسول خان لـ"أفغانستان إنترناشيونال"، بعد أن قضت زر‌مينة وابنتها يومين في المستشفى، عادوا إلى المنزل، لكن في الطريق أوقفهم عناصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتقلوهم.

"ضمير" وهو المتهم الثالث، قال لـ"أفغانستان إنترناشونال" إنهم شرحوا كل شيء لطالبان، بل قدموا لهم وثائق المستشفى. وأوضحوا أن ما جرى تم بناءً على طلب طاهر، زوج زر‌مينة، لنقل الطفلة إلى المستشفى. لكن عناصر طالبان لم يصغوا، بل استدعوا مزيداً من عناصرهم.

قالت "زر‌مينة" إن طالبان ضربوا صديقا زوجها في نفس المكان، ثم ضربوها هي أيضاً بعقب البندقية: "أريتهم القرآن الكريم وقلت لهم إننا ذهبنا فقط لأخذ ابنتي إلى الطبيب، وابنتي كانت منومة في مستشفى روشان، حتى إنني أظهرت لهم وثائق المستشفى، لكنهم قالوا لي: أنتِ عاهرة."

وقال طاهر، زوج زر‌مينة، لـ"أفغانستان إنترناشونال" إن كلاً من رسول خان وضمير ذهبا إلى المنزل بناءً على طلبه، وإن ابنته كانت منومة في مستشفى جلال آباد. لكن لم يستمع أحد لهذه الأقوال.

مرحلة أخرى من السجن

في غرفة المراقبة بمقر شرطة ولاية ننغرهار، خضع كل من زر‌مينة ورسول خان وضمير خان، لمزيد من الاستجواب والإهانات والتعنيف، في محاولة لإجبارهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبوها.

قالت "زر‌مينة" إنه خلال اليومين الأخيرين، علمت عائلتها بالقضية، فوالدها الذي يعيش في منطقة نائية من ولاية لغمان، جاء إلى ننغرهار، لكنه حين علم بتفاصيل القضية، غادر عائداً إلى لغمان دون أن يساعدها.

قالت: "نحن بشتون، حين يُقال لأب إن ابنته اعتُقلت مع رجال، فإنه حتماً سيبتعد عنها. لدي أربعة إخوة شباب، والله لم يسأل عني أيٌّ منهم."

وبحسب "زر‌مينة"، كانت هناك شرطية واحدة في غرفة المراقبة، لم تسألها إلا بعض الأسئلة. لكن في الليلة الثالثة في مقر الأمن، قام عنصرين من طالبان يرتديان قبعات بيضاء بدل العمائم، وامرأة ترتدي عباءة سوداء، بضربها أثناء الاستجواب باستخدام عصا.

أضافت: "كانوا يقذفونني، وفي كل مرة يصفونني بالعاهرة، ويقولون: سنقوم بفحصك، وإذا ثبت الأمر سنرجمك، لكن إذا اعترفتِ بنفسك، فقد تنجين من الموت."

يقول "ضمير" أن زوج "زر‌مينة" جاء من جنوب أفغانستان إلى جلال أباد بحثًا عن واسطة، لكنه لم يُسمح له بلقائهم.

وقال شقيق "ضمير"، وهو معلم في إحدى مدارس ننغرهار، إنهم رفعوا القضية حتى إلى حاكم طالبان في ولاية ننغرهار، لكنهم لم يتلقوا أي رد إيجابي.

يقول المعلم شبير لـ"أفغانستان إنترناشونال": "هذه أرض بشتونية، وهذا عار كبير علينا. بصعوبة وجدنا واسطة للقاء حاكم الولاية، لكن عندما ذهبنا إليه، قال فقط إنه سيتابع الأمر. قلنا له: قوموا بإجراء فحوصات جماعية للثلاثة، وإذا ثبت شيء، فاقتلوا أخي."

دور المال

أراد "قاري نيكمل"، وهو شقيق رسول خان، ويملك محلاً تجارياً، أن يجد وسيلة لإطلاق سراح المعتقلين من مقر شرطة ننغرهار. تفاوض مع أحد مسؤولي طالبان على دفع رشوة قدرها 12 ألف دولار، مقابل إطلاق سراح الثلاثة خلال يومين إذا تم الدفع في الوقت المحدد.

يقول "قاري نيكمل: "اتفق ابن خالتي معه على مبلغ 12 ألف دولار، وأعطونا ضماناً بأنه إذا تم الدفع في الموعد المحدد، فسيطلق سراحهم خلال يومين."

تحدث "قاري نيكمل" في الأمر مع زوج "زر‌مينة" وعائلة "ضمير|، لكن بعد ثلاثة أيام من المحاولات، لم يتمكنوا من جمع كامل المبلغ. اتصل مجدداً ذلك المسؤول التابع لطالبان من مقر الشرطة، وحذّرهم من أنه إذا لم يتم توفير المبلغ الكامل خلال يوم، فسيُحال الملف إلى المحكمة الابتدائية.

لم يتمكنوا سوى من جمع 3700 دولار، لكن مسؤول طالبان رفض قبول المبلغ.

قال ضمير، الذي أمضى سابقاً 13 يوماً في غرفة المراقبة التابعة للشرطة، إنه في اليوم الرابع عشر، نُقل الثلاثة إلى مبنى المحكمة في جلال آباد.

وبحسب قوله، وخلال فترة الاعتقال، تعرضوا للضرب لمدة 9 ليالٍ، وفي النهاية، بسبب الضغط والتعذيب، أُجبروا على الاعتراف.

داخل محكمة طالبان

في الثالث والعشرون من فبراير 2025، وقفت زر‌مينة ورسول خان وضمير خان أمام محكمة غير معلنة تابعة لطالبان في جلال آباد. عُقدت الجلسة بعد أن أُخذ منهم اعتراف بالإكراه. ولم يكن للمتهمين محامٍ للدفاع عنهم.

كانت غرفة المحكمة متوسطة الحجم. وُضعت فيها خمس كراسٍ خشبية. غُطيت النوافذ بستائر سوداء. في أعلى الغرفة كان هناك مكتب كبير وبسيط يجلس خلفه قاضٍ يرتدي عمامة بيضاء وله لحية طويلة.

عن يمين القاضي، جلس رجل نحيل يحمل مجموعة أوراق، وعن يساره، وقف أحد عناصر طالبان مسلحاً.

قال رسول خان إنهم جلسوا على ثلاث كراسٍ باعتبارهم متهمين، وعلى الكرسيين الآخرين جلس أحد عناصر الأمر بالمعروف الذي اعتقلهم في اليوم الأول، ومحقق من الشرطة.

وقد دُعي إلى المحكمة زوج "زر‌مينة" ووالدتها، وإخوة "ضمير"، وزوجة "رسول خان" وشقيقه، لكن لم يُسمح لأيّ منهم بدخول قاعة المحكمة.

قال "ضمير" إن الجلسة بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، وطلب القاضي في البداية من عنصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يعرض تفاصيل القضية، فادّعى أنهم شاهدوا الرجلين "يمسكان يد المرأة" وكانوا "يمارسون الزنا داخل السيارة."

قطعت زر‌مينة صمتها واحتجّت: "إن الله فوقنا، وهناك آخرة، لماذا تكذب؟"

لكن القاضي أمرها بصوت عالٍ وبكلمات مهينة أن تصمت.

كانت "زر‌مينة"، رغم اضطرابها، مستعدة للدفاع عن كرامتها. قدّمت للقاضي وثائق علاج ابنتها المريضة، وطلبت إجراء فحص طبي.

قالت: "زوجي غائب عني منذ ثلاثة أشهر، إن كان أحد قد لمسني، فليُثبت الطبيب ذلك!"

لكن الرجل النحيل الجالس بجانب القاضي رفض الوثائق وقال: "لا حاجة للأدلة، كل شيء واضح كالشمس. هذا المكان ليس نجساً، لا تصرخي".

حاول "رسول خان" أن يستدعي زوج "زر‌مينة" للشهادة بأنه هو من اتصل به وطلب منه نقل ابنته إلى الطبيب. لكن القاضي رفض ذلك.

قال القاضي رداً عليه: "أن تأخذ امرأة غريبة معك إلى المدينة، ما هو المبرر؟".

فقال رسول خان إن الطفلة كانت مريضة، وهذه المرأة زوجة صديقه، لكن القاضي قاطعه: "لا تُحضر أدلة، نحن لا نريد وثائق، نحن ننظر إلى الأخلاق والشرف".

 

آخر كلمات القاضي

بعد حوالي 45 دقيقة من انعقاد الجلسة، خرج القاضي من القاعة، ثم عاد بعد نحو 20 دقيقة وأعلن حكمه.

حُكم على "زر‌مينة" بـ77 جلدة و8 أشهر سجن. وقيل لها إنها تستطيع أخذ طفلتها الرضيعة إلى السجن إن أرادت.

كما حُكم على كل من رسول خان وضمير بـ77 جلدة و10 أشهر سجن لكل منهما.

في النهاية، طلب القاضي من زوج "زر‌مينة" ووالدتها، وإخوة ضمير، ورسول خان أن يدخلوا القاعة، وقال لهم: "أنا أُطبق عدالة الله ورسوله. وإن كان حكمي خاطئاً، فالله سيحاسبني في الآخرة. ولذلك، وبعد النظر في كل الأحكام الشرعية والإلهية، أصدرت هذا الحكم. أنا فقط أنفذ أمر الله."

قال زوج "زر‌مينة" إنه بعد صدور الحكم، نُقل المتهمون الثلاثة إلى سجن جلال آباد، وتم تحديد موعد تنفيذ الحد، وهو 28 فبراير بعد صلاة الجمعة.

وقد أخبره القاضي بأنه، نظير تعاونه، لن يتم تنفيذ الحد في مكان عام، بل بحضور أفراد من العائلة فقط.

وتحدث "قاري نيكمل" شقيق رسول خان، لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إن كبار عائلات المتهمين طُلب منهم مرة أخرى الحضور إلى المحكمة، من أجل تنفيذ الحد في نفس المكان.

تنفيذ الحدود

حضرت "مينة"، الأخت الكبرى لـ"زر‌مينة"، والتي تعيش في لغمان، بدلاً من والدتها مع شقيقها وزوج "زر‌مينة" إلى ساحة المحكمة في الساعة 11 صباحاً.

كان شقيقا رسول خان ووالده، وشقيق ضمير أيضاً حاضرين.

قالت "مينة" إنهم انتظروا حتى الساعة 2 بعد الظهر. وكان القاضي قد صلى الجمعة في مقر حاكم ولاية ننغرهار، وبعد عودته استُدعي الجميع.

وبحسب "مينة"، بعد نحو 20 دقيقة، أُحضر الثلاثة، وبدأ القاضي بتلاوة من القرآن، ثم قال: "رغم أنكم مذنبون، إلا أن الله قد رحمكم بأن يُنفذ فيكم الحد الشرعي، وستنالون جزاء أعمالكم."

كانت "زر‌مينة" في حالة صدمة عند سماع ذلك، وتقول "لم أكن أفهم شيئاً، لم أعد أسمع صوت أحد، كأنني حجر، قلت: إذا كان لا بد أن أموت، فدعوني أموت. صليت ركعتين وطلبت من الله وحده أن ينظر إلى حالي."

قال رسول خان إنه من شدة الخجل أمام والده وأفراد عائلته، تمنّى لو أنه مات.

بدأ تنفيذ الجلد الساعة 3 بعد الظهر. كان أول من جُلد هو ضمير خان. قال إنهم قيدوا ساقيه، وأضجعوه على بطنه على سجادة.

وأضاف: "أخذ القاضي القرآن الكريم تحت ذراعه اليمنى، وبدأ يجلدني باليد نفسها. وكان هناك شخصان يعدّان الجلدات بصوت عالٍ."

كان شقيقه وعنصرين من طالبان يمسكون برأسه وقدميه وكتفيه، بينما بدأ القاضي الضرب.

بينما يصف "ضمير" حالته، ويقول: "في البداية شعرت بألم شديد، كنت أصرخ، لكن بعد فترة لم أعد أدرك ما كان يحدث. شعرت فقط بحرقة. بعد انتهاء الجلد، شعرت بالغثيان، ولم أستطع النهوض، حتى حملني شقيقي."

كان في الغرفة الأخرى ممرض يدهن ظهره بالأدوية ويعالج الجروح.

كان الشخص الثاني "رسول خان". قبل دخول غرفة العقوبة، عانق والده ولم يرغب بالدخول.

يقول بأنهم قيدوا ساقيه، ووضعوه على السجادة، وأمسكه ثلاثة أشخاص، من ضمنهم شقيقه.

أمسك القاضي مجددًا بالقرآن تحت ذراعه اليمنى، وبدأ بالجلد وهو يقول "بسم الله".

قال رسول خان إنه لم يصرخ حتى النهاية، رغم شدة الألم، لكنه سكت لأن عائلته كانت حاضرة.
قال إنه تلقى 76 جلدة فقط، لأن أحد مساعدي القاضي قال إن جلدة واحدة أصابت عنقه بالخطأ ولم تُحسب.

أما الثالثة فكانت "زر‌مينة"، أمسكت بها أختها وزوجها، وامرأة أخرى يبدو أنها من الأمن.

قالت "زر‌مينة" إنه قبل البدء بالجلد، قال أحد مساعدي القاضي: "هذه المرأة مرضِعة."

أضافت أنها صرخت للحظة فقط، ثم لم تعد تشعر بشيء، وحين أفاقت، كانت أختها بجانبها في غرفة أخرى داخل المحكمة.

قالت أختها إن القاضي جلد "زر‌مينة" 61 جلدة فقط، لأنها كانت أماً لطفلة رضيعة.

تقليص مدة السجن

قال ضمير خان، الذي يعمل الآن كميكانيكي في سوق صغير في إقليم خيبر بختونخوا في باكستان، إنه خرج من السجن بعد أن دفع رشوة.

قال إنه بعد شهرين من دخوله السجن، أصدر زعيم طالبان ملا هبة الله آخوندزاده، مرسوماً بمناسبة العيد ينص على تقليص مدة حبس بعض السجناء، وتم تشكيل لجنة خاصة لتنفيذ المرسوم.

قال "ضمير خان" إن شقيقه دفع رشوة قدرها 75 ألف أفغاني لأحد أعضاء اللجنة، فتم تقليص مدة حبسه 6 أشهر، وبعد خروجه ذهب إلى إقليم خيبر بختونخوا، ويعيش هناك الآن.

بينما قالت "زر‌مينة" و"رسول خان" إنهما أمضيا كامل مدة العقوبة في السجن.

وجهة النظر الدينية

رفضت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طالبان الرد على أسئلة "أفغانستان إنترناشيونال" حول العقوبات الجسدية.

لكن رجل الدين مولوي رحمت الله أندر، يقول إن تنفيذ العقوبات في الأماكن العامة لا ينبغي مساواته بأحكام الشريعة.

وقال إن طالبان ليس لديها حكومة مشروعة، وإنه لم يحدث في تاريخ الإسلام في أي نظام إسلامي، أن يكون الحاكم مختبئاً عن الناس.

وأضاف: "الآن في أفغانستان، كل عنصر من طالبان يقوم بدور المدعي والمفتي والقاضي والجلاد، لأن هذه الحركة لا تملك دستوراً يُنظم شؤون الحكم."

وأكّد أن الشريعة الإسلامية وإن كانت جعلت حدوداً لبعض الجرائم، إلا أنها محدودة، وتُطبّق بالتساوي على الرجل والمرأة.

وقال لـ"أفغانستان إنترناشونال: "في الحالات التي لم يحدد فيها القرآن والحديث حداً شرعياً، يمكن للقاضي أن يفرض عقوبة بناءً على العقل، ونوع الجريمة، وظروف المجتمع، وتُسمى هذه العقوبات بالتعزير."

وأضاف أن طالبان يظنون أن تنفيذ الحدود والتعزير هو جوهر النظام الإسلامي، بينما روح الشريعة ليس هكذا، بأن يُجبر الناس على تحمل الحد والقصاص، بل يجب توعيتهم، ويُفترض أن يُبعد عنهم تنفيذ الحدود.

 

ملاحظة: تم تغيير أسماء المتهمين، وأقاربهم، وأفراد عائلاتهم في هذا التقرير حفاظاً على سلامتهم.